الحمدُ لله داحي الأرض وجاعلها لنا مهاداً، وقاسِمِها جبالاً وقفاراً وبلاداً، وباني السموات ورافعها سبعاً شداداً، وصلواته على سيدنا مُحَمَّد المبعوث بالتبشير والإنذار، والمنعوت بالتَشْدِيْدِ على الكفار، وعلى آله الأطهار، وصحبه المُهاجرين والأنصار، وأزواجهِ المُبرءآت من الدنس والعار.
وبعدُ فهذا كتابٌ أذكر فيه ما اتفق لفظه وافترق مُسماه من الأمكنة المنسوب إليها نفرٌ من الرواة، والمواضع المذكورة في مغازي رَسُوْل الله، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسراياه، وقطائعه، ومغازي أصحابه والولاة بعدهم، مُرتباً على حروف المُعجم.
وربما أُشير إلى ذكر بعض البقاع المأثورة في أيام العرب ووقائعها، من غير استقصاء لذلك وإسهاب، لعُزوبه عن غرض الحديثي، وإنما أذكر منها ما لهُ مَدخلٌ في الأخبار واتصال بالأمكنة المأثورة في الحديث، ليكون أبعد من الخبط، وأقُربَ إلى الضبط، مُشيراً إلى ذكر استشهادٍ، إما من الشعر، وإما من ذكر إمامٍ يُنْسَبُ إلى المَوْضِعٌ.