للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، أَلاَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، أَلاَ إِنَّ بَني آدَمَ خُلِقُوا عَلَى طَبَقَاتٍ شَتَّى، فَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ مُؤْمِنًا، فَيَحْيَى مُؤْمنَا وَيَمُوتُ مُؤْمنًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ كَافِرًا، وَيمُوتُ مُؤْمنًا، وَمنْهُمْ مَنْ يُولَدُ مُؤْمِنًا وَيَحْيَى مُؤْمِنًا وَيَمُوتُ كَافِرًا. . ." (١)، وذكر باقي الحديث.

وهذه الآثار كلّها في معنى حديث غلام الخضر أنّه طبع كافرًا، والآثار في هذا الباب كثيرة جدًّا لا يحملها الكتاب.

وقالت طائفة من أهل العلم: إنّ أطفال المشركين في النار، واحتجّوا بحديث الشعبي عن علقمة بن قيس عن سلمة بن يزيد الجعفي قال: أتينا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أنا


(١) الحديث أخرجه المصنّف في "التمهيد" (١٨/ ٦٠) قال: حدّثنا خلف بن القاسم - قراءة منّي عليه - أنّ أحمد بن محمّد بن أبي الموت المكّي حدّثهم قال: حدّثنا محمّد بن علي بن زيد الصائغ قال: حدّثنا سعيد بن منصور قال: حدّثنا حمّاد بن زيد قال: حدّثنا محمّد بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد به.
أقول: قد أخرجه - أيضًا - من طريق حمّاد بن زيد الترمذي في [الفتن (٢١٩١) باب ما جاء ما أخبر النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أصحابه بما هو كائن إلى يوم القيامة]، وقال: "وهذا حديث حسن صحيح"، وأخرجه - أيضًا - الطيالسي (١/ ٢٨٦) والحاكم (٤/ ٥٠٥) والبيهقي في "شعب الإيمان" (٦/ ٣١٠) وأحمد (٣/ ١٩) من طريق حمّاد بن سلمة، وقال الحاكم: "تفرّد بهذه السياقة على بن زيد بن جدعان القرشي عن أبي نضرة، والشيخان لم يحتجا بعليّ بن زيد"، وقال الذهبي معلِّقًا: "قلت: ابن جدعان صالح الحديث".
وأخرجه أحمد (٣/ ٦١) من طريق عبد الرزّاق عن معمر، والحميدي (٢/ ٣٣١) من طريق سفيان، والخطيب في "تاريخه" (١٠/ ٢٣٧) عن شعبة؛ كلّهم عن عليّ بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة عن أبي سعيد به.
وابن جدعان ضعيف، كما في "التقريب"، ولم أجد من أخرجه من طريق حجّاج بن منهال عن حمّاد غير ما هو موجود عند المصنف، فالحديث ضعيف، والله أعلم.

<<  <   >  >>