للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عِبَادِي حُنَفَاءَ" (١)، في حديث طويل ذكره، واحتجّوا - أيضًا - بحديث أبي رجاء العُطاردي عن سَمُرَة بن جُنْدُب عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - حديث الرؤيا - الحديث الطويل - وقوله: "وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي فِي الرَّوْضَةِ فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام، وَأَمَّا الوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ فكُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ قال: فقيل: يا رسول الله؛ فأولاد المشركين؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وَأَوْلاَدُ المُشْرِكِينَ".

وفي رواية أخرى عن أبي رجاء العُطاردي في هذا الحديث: "وَالشَّيْخُ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ إِبْرَاهِيمُ، وَالصِّبْيَانُ حَوْلَهُ أَوْلاَدُ النَّاسِ" (٢).

وهذا الحديث محُتمِل للتأويل أيضًا، ليس فيه حجّة قاطعة، وبالله التوفيق.

وقد استوعبنا القول في معاني هذا الباب كلِّه، وما تفرق [أهل] (٣) الإسلام فيه في "التمهيد" (٤) [وذكرنا فيه] (٥) ما جاء من الآثار، والحمد لله.

واحتجّوا - أيضًا - بقول الله عز وجل: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدثر: ٣٨]، وقوله: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: ١٥]، وقوله: {إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ


(١) أخرجه مسلم في [كتاب الجنّة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٦٥) باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنّة وأهل النار].
(٢) أخرجه بهذا السياق تامًّا البخاري في "صحيحه" مقطعًا في مواضع كثيرة، وأوفاها ما أخرجه في [كتاب التعبير (٧٠٤٧) باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح]، وفي [الجنائز (١٢٨٦)]، وأخرجه مسلم في [الرؤيا (٢٢٧٥) باب رؤيا النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، مختصرًا جدًّا، وانظر الكلام عليه في "الفتح" (١٢/ ٤٦٦).
(٣) في الأصل غير موجودة، والسياق يوجبها.
(٤) "التمهيد" (١٨/ ٥٧ - ١٤٥)، وانظر: "الاستذكار" (٣/ ٩٧ - ١٠٧).
(٥) في الأصل غير موجودة، والسياق يوجبها.

<<  <   >  >>