للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا يسقط عنه من الصلاة ما فرض عليه، وإنّ النائم وإن كان القلم عنه مرفوعًا فإنّ فرضَ الصلاة غيرُ ساقط عنه، وليس منه ذلك عملًا وقولًا، كما سكت عن السائل عن وقت الصلاة فأراه العمل أوّل وقتها وآخره كما قال: "صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي" (١)، وقال في حَجّته: "خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ" (٢)، ليقع البيان منه عملًا كما كان يقع منه قولًا، قال الله عز وجل مخاطبًا له صلوات الله وسلامه عليه: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: ٤٤].


= والحديث أخرجه - أيضًا - الإمام أحمد في "المسند" (١/ ٣٩١) من طريق يزيد بن هارون، وأبو يعلى في "المسند" (٩/ ١٨٧/ رقم: ٥٢٨٥) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والطبراني في "الكبير" (١٠/ ٢٧٨/ رقم ١٠٥٤٨) من طريق قرّة بن حبيب القَنَوي، ثلاثتهم عن المسعودي به.
قال ابن رجب عقب حديث ابن مسعود ["فتح الباري" (٣/ ٣٢٧)]: "يشبه هذا الحديث ما ذكره مالك في "الموطّأ" أنّه بلغه عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وقال: "إنّما أنسّى لأسنّ".
وقال ابن رجب في "فتح الباري" (٣/ ٣٢٨): "وقد قيل: إنّ هذا - يعني: حديث النسيان - لم يعرف له إسناد بالكلّية، ولكن في "تاريخ المفضل بن غسان الغلابي": "حدّثنا سعيد بن عامر قال: سمعت عبد الله بن المبارك قال: قالت عائشة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إنّما أنسّى أو أسهو لأسُنّ".
قلت: هذا مع انقطاعه، فيه ردّ على ابن عبد البرّ وأمثاله القائلين بأنّ الحديث ليس له إسناد بالكلّية، والله أعلم".
(١) أخرجه البخاري في [الأذان (٦٣١) باب الأذان للمسافر إذا كانوا جماعة والإقامة، وكذلك بعرفة]، وأخرجه مسلم في [كتاب المساجد ومواضع الصلاة (٦٧٤) باب من أحقّ بالإمامة].
(٢) أخرجه مسلم في [الحجّ (١٢٩٧) باب استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحر راكبًا، وبيان قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لتأخذوا مناسككم"].

<<  <   >  >>