للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَحَدِيثَ المَرْأةِ زَوْجَهَا» (١).

في هذه الزيادة ذكرت أم كلثوم أن النبي رخص في الكذب في ثلاثة أشياء، وقد جاء ذلك صريحاً من قوله في الحديث التالي، وهو:

الحديث السابع: ما رواه أحمد والترمذي عن أسماء بنت يزيد (٢) قالت: قال رسول الله :

«لا يحل الكذب إلا في ثلاث: كذب الرجل امرأته ليرضيها، والكذب في الحرب، والكذب ليصلح بين الناس» (٣).

بين النبي أن الكذب لا يحل إلا في ثلاث خصال، وهذا يدل على أن الأصل أن الكذب حرامٌ لا يحل، لكن إذا كان من أجل الإصلاح بين الناس إذا اختلفوا، أو من أجل مصلحة الإسلام والمسلمين في الحرب؛ لأن الحرب خدعة (٤)، أو كان من أجل أن يرضي الرجل امرأته أو من المرأة مع زوجها كذلك كان جائزا (٥).


(١) صحيح مسلم (٤/ ٢٠١١) ح (٢٦٠٥).
(٢) هي: صاحبة رسول الله ، أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية الأوسية ثم الأشهلية، من أخطب نساء العرب ومن ذوات الشجاعة والإقدام، كان يقال لها: خطيبة النساء، وفدت على رسول الله في السنة الأولى للهجرة، فبايعته وسمعت حديثه، وحضرت وقعة اليرموك سنة ١٣ هـ، فكانت تسقي الظماء وتضمد جراح الجرحى، واشتدت الحرب فأخذت عمود خيمتها، وانغمرت في الصفوف، فصرعت به تسعة من الروم، ماتت سنة (٣٠) هـ، انظر سير أعلام النبلاء (٢/ ٢٩٦) والإعلام (١/ ٣٠٦).
(٣) رواه أحمد في مسنده (٤٥/ ٥٧٤) ح (٢٧٥٩٧)، والترمذي في سننه (٤/ ٣٣١) ح (١٩٣٩) وحسنه، والحديث صححه الألباني في الصحيحة ح (٥٤٥)، وأطال في ذكر طرقه وشواهده.
(٤) كما قال النبي في الحديث المتفق عليه، انظر: اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان (٢/ ٢٠١) ح (١١٣٤).
(٥) لكن ينبغي أن يعلم المسلم أنه ليس معنى ذلك أن الرجل لا يتعامل مع زوجته ولا الزوجة مع زوجها إلا بالكذب، بل هذا خاص عند الغضب، أو إذا كانت المصلحة ظاهرة فيه وراجحة على المفسدة ..

<<  <   >  >>