للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رَسُولُ اللَّهِ : «قُمْ، فَاقْضِه» (١).

في هذا الحديث مثال للإصلاح بين دائن ومدين، حيث أمر الدائن بوضع شطر حقه، وأمر المدين بالمبادرة بالوفاء، وهذا من الصلح الجائز؛ لأن فيه مصلحة للطرفين.

المثال الثاني: الإصلاح بين متبايعين، بحث البائع على الرفق والحط من الحق الذي له، روى البخاري ومسلم عن عمرةَ بنت عبد الرحمن (٢) قالت: سمعت عَائِشَةَ تقول: سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَوْتَ خُصُومٍ بِالْبَابِ عَالِيَةٍ أَصْوَاتُهُمَا، وَإِذَا أَحَدُهُمَا يَسْتَوْضِعُ (٣) الآخَرَ وَيَسْتَرْفِقُهُ فِي شَيْءٍ، وَهُوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ لا أَفْعَلُ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ ، فَقَالَ: «أَيْنَ الْمُتَأَلِّي (٤) عَلَى اللَّهِ لا يَفْعَلُ الْمَعْرُوفَ؟»، فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَهُ أَيُّ ذَلِكَ أَحَبَّ (٥).


(١) أخرجه البخاري في صحيحه، انظر الفتح (٥/ ٣٦٦) ح (٢٧١٠)، ومسلم في صحيحه (٣/ ١١٩٢) ح (١٥٥٨)، وانظر: اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان (٢/ ١٤٥) ح (١٠٠٤).
(٢) هي: عمرة بنت عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة بن عدس، من بني النجار، سيدة نساء التابعين، فقيهة، عالمة بالحديث ثقة، من أهل المدينة، صحبت عائشة أم المؤمنين، وأخذت الحديث عنها. ماتت سنة (٩٨) هـ. انظر: تقريب التهذيب (١٣٦٥)، والإعلام (٥/ ٧٢).
(٣) أي يطلب منه أن يضع عنه من حقه، ويسترفقه: أي يطلب منه الرفق به في ذلك، انظر: فتح الباري (٥/ ٣٦٢).
(٤) المتألي- بضم الميم، وفتح المثناة والهمزة، وتشديد اللام المكسورة، أي: الحالف المبالغ في اليمين، مأخوذ من الألية - بفتح الهمزة، وكسر اللام، وتشديد التحتانية-: وهي اليمين. انظر المرجع السابق.
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه، انظر الفتح (٥/ ٣٦٢) ح (٢٧٠٥)، ومسلم في صحيحه (٣/ ١١٩٢) ح (١٥٥٧)، وانظر: اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان (٢/ ١٤٥) ح (١٠٠٣).

<<  <   >  >>