للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثالث

ذكر الأحاديث التي ورد فيها ذكر الإصلاح

إن الناظر في كتب السنة يجد عدداً من الأحاديث النبوية جاءت في بيان فضل الإصلاح بين الناس، والترغيب فيه، والحث على فعله، وذكر الثواب العظيم لمن قام به، فحري بالمسلم أن يعقل ذلك ويعمل به، ساعياً في الإصلاح بين المسلمين، لأن هذا شأن أهل الإيمان كما أخبر الله عنهم في كتابه في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [النور: ٥١].

ومن النصوص النبوية الواردة في ذلك ما يلي:

الحديث الأول: ما رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله :

«ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام، والصدقة؟» قالوا: بلى، قال: «إصلاح ذات البين؛ فإن فساد ذات البين هي الحالقة (١) (٢).


(١) قلت: المراد بقوله: «الحالقة»: أي الخَصْلة التي من شأنها أن تَحلِق: أي تُهْلِك وتَستأصِل الدِّين كما يَسْتَأصِل المُوسَى الشعر، وقيل: هي قَطِيعة الرَّحم والتَّظالُم، قاله أبو السعادات في: النهاية في غريب الحديث والأثر (١/ ٤٢٨).
(٢) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٤٥/ ٥٠٠) ح (٢٧٥٠٨)، وهذا لفظه بتقديم الصلاة على الصيام، والأكثرون على تقديم الصيام على الصلاة، وأخرجه أبو داود في سننه (٤/ ٢٨٠) ح (٤٩١٩)، والترمذي في سننه (٤/ ٦٦٣) ح (٢٥٠٩)، وقال: هذا حديث صحيح، وصححه البزار كما في البحر الزخار ح (٢١٥٩)، وصححه أيضا الألباني في صحيح الترغيب (٣/ ٧٠) ح (٢٨١٤).

<<  <   >  >>