للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الأول

تعريف الإصلاح لغةً واصطلاحاً، وأنواع الصلح

وفيه مطلبان:

[المطلب الأول: تعريف الصلح]

الصلح لغةً: مصدر صالح يصالح صلحاً، ويشتق منه - أيضاً -: أصلح يصلح إصلاحاً، والصلاح- بفتح الصاد- ضد الفساد، وبكسرها المصالحة، والاسم الصلح يذكر ويؤنث، يقال: اصطلحا، وصالحا، واصَّالحا - مشدد الصاد- وتَصالحا بمعنى واحد، وهو قطع النزاع (١).

الصلح شرعاً: معاقدة يتوصل بها إلى إصلاح بين متخاصمين (٢).

[المطلب الثاني: أنواع الصلح]

قال ابن القيم:

«الصلح نوعان: الأول: الصلح الجائز بين المسلمين هو الذي يعتمد فيه رضى الله سبحانه ورضى الخصمين، فهذا أعدل الصلح وأحقه، وهو يعتمد العلم والعدل، فيكون المصلح عالماً بالوقائع، عارفاً بالواجب، قاصداً للعدل، فدرجة هذا المصلح أفضل من درجة الصائم القائم (٣).


(١) انظر الصحاح (١/ ٣٨٢) مادة (صلح)، ولسان العرب (٢/ ٥١٦) مادة (صلح)، والشرح الممتع على زاد المستقنع (٩/ ٦٤).
(٢) حاشية الروض المربع شرح زاد المستنقع (٥/ ١٢٨)، ونحوه المغني (٤/ ٥٢٧).
(٣) يشير الى قول النبي : «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام، والصدقة» قالوا: بلى، قال: «إصلاح ذات البين … » الحديث، وسيأتي ص (٣٩ - ٤٠)، وهذا النوع من الصلح هو الذي سنورد الأدلة على فضله في هذا البحث، انظر: المبحث الثاني والثالث.

<<  <   >  >>