للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (وإن يُدركني يومك).

"إن" شرطية، والَّذِي بعدها مجزوم، زاد في رواية يونس في التفسير: "حَيًّا" (١)؛ ولأبي إسحاق: "إن أدركت ذَلكَ اليوم"، يعني: يوم الإخراج.

قوله: (مؤزَّرًا).

بالهمزة؛ أي: قويًا، مأخوذ من الأَزْر: وهو القوة، وأنكر القزاز أن يكون في اللغة مُؤَزَّر من الأَزْر، وَقَالَ ابن شامة: يحتمل أن يكون من الإِزَار، أشار بذلك إلَى تشميره في نصرته. قَالَ الأخطل:

قوم إذا حاربوا شدوا (٢) مآزرهم ... . . . . . البيت

قوله: (ثم لَم ينشب).

بفتح الشين المعجمة؛ أي: لم يَلْبَث (٣)، وأصل النُّشُوب: التعلق؛ أي: لم يتعلق بشيء من الأمور حَتَّى مات، وهذا بخلاف ما في السيرة لابن إسحاق: أن ورقة كَانَ يمر ببلال وهو يُعَذَّب، وذلك يقتضي أنه تأخر إلَى زمن الدعوة، وإلى أن دخل بعض الناس في الإسلام، فإن تمسكنا بالترجيح فما في الصحيح أصح، وإن لحظنا الجمع أمكن أن يُقال: الواو في قوله: "وفتر الوحي" ليست للترتيب، فلعل الراوي لم يحفظ لورقة ذكرًا بعد ذَلِكَ في أمر من الأمور، فجعل هذه القصة انتهاء أمره بالنسبة إلَى علمه لا إلَى ما هو الواقع.

وفتور الوحي عبارة عن تأخره مدة من الزمان، وكان ذَلِكَ ليذهب ما كَانَ - صلى الله عليه وسلم - وجده من الرَّوْع، وليحصل له التَّشَوُّف (٤) إلَى العَوْد، فقد روى المؤلف في التعبير (٥) من طريق معمر ما يدل عَلى ذَلكَ.


(١) (كتاب التفسير، باب سورة: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}) برقم (٤٩٥٤).
(٢) في الأصل: "شداد"، والمثبت من الفتح.
(٣) في الأصل: "يثبت"، والمثبت من الفتح.
(٤) في الأصل: "النشوز"، والمثبت من الفتح.
(٥) (كتاب التعبير، باب: أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصالحة) برقم (٦٩٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>