للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٤ - قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله الأَنْصَارِيَّ، قَالَ -وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْي، فَقَالَ- في حَدِيثِهِ: "بَيْنَا أَنَا أَمْشِي، إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَرُعِبْتُ مِنْهُ، فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي. فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ} إِلى قَوْلهِ: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} فَحَمِيَ الْوَحْيُ وَتَتَابَعَ".

تَابَعَهُ عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ، وَأَبُو صَالِحٍ. وَتَابَعَهُ هِلَالُ بْنُ رَدَّادٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ يُونُسُ وَمَعْمَرٌ: "بَوَادِرُهُ".

قوله: (قَالَ ابن شهاب: وَأَخْبَرَنِي أبو سلمة).

إنّما أتى بحرف العطف ليعلم أنه معطوف عَلى ما سبق، فكأنه قَالَ [٣٣/ ب]: أَخْبَرَنِي عروة بكذا، وَأَخْبَرَني أبو سلمة بكذا، وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف، وأخطأ من زعم أن هذا معلق.

ودل قوله عن فترة الوحي وقوله (الملك الَّذِي جاءني بحراء) عَلى تأخر نزول: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}، عن {اقْرَأْ}، ولما خلت رواية يحيى بن أبي كثير الآتية في التفسير (١) عن أبي سلمة، عن جابر، عن هاتين الجملتين أشكل الأمر، فجزم ابن حزم بأن {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} أول ما نزل، ورواية الزُّهْري هذه الصحيحة ترفع ذَلِكَ الإشكال.

قوله: (فرعبت منه) بضم الراء وكسر العين، وللأَصِيلي بفتح الراء وضم العين؛ أي: فزعت، دل عَلى بقية بَقيت معه من الفَزَع الأول ثم زالت بالتدريج.

قوله: (فقلت: زملوني زملوني) وفي رواية كريمة: "زملوني" مرة واحدة، وفِي رواية يونس في التفسير: "فقلت: دثروني" (٢)، فنزلت {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ} [المدثر: ١، ٢]؛ أي:


(١) "صحيح البخاري" (كتاب التفسير، باب سورة المدثر) برقم (٤٩٢٢)، وأيضًا في رقم (٤٩٢٤).
(٢) "صحيح البخاري" (كتاب التفسير، باب: سورة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}) برقم (٤٩٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>