قوله:(الإيْمان هو العمل) مطابقة الآيات والحديث لما ترجم له بالاستدلال بالمجموع عَلى المجموع؛ لأن كل واحد منهما دال بمفرده عَلى بعض الدعوى.
فقوله:{بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[الأعراف: ٤٣]. عام في الأعمال [٦٧/ ب]، وقد نقل جَماعة من المفسرين هنا أن قوله:{تَعْمَلُونَ} معناه: تؤمنون، فيكون خاصًّا، وقوله:{عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[الحجر: ٩٣]. خاص بعمل اللسان عَلى ما نقل المؤلف، وقوله:{فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ}[الصافات: ٦١]. عام أَيضًا.
وقوله في الحديث:"إيْمان بالله"، في جواب:"أي العمل أفضل؟ " ذلكَ عَلى أن الاعتقاد والنطق من جملة الأعمال.
فإن قيل: الحديث يدل عَلى أن الجهاد والحج ليسا من الإيمان لما تقتضيه ثُمَّ من المغايرة والترتيب.
فالجواب: أن المراد بالإيمان هنا: التصديق، وهذه حقيقته، والإيمان -كما تقدم- يُطلق عَلى الأعمال البدنية؛ لأنها مكملاته.