من كَانَ في عصر هؤلاء لكنه لم يسمع من أحد من التابعين: كآدم بن أبي إياس، وسعيد بن أبي مريم، وأبي مُسْهِر عبد الأعلى بن مُسْهر، وغيرهم من أصحاب ابن أبي ذِئب والأوزاعي وشُعبة ونحوهم.
المرتبة الثالثة:
وهم جُلُّ مشايخه مَن سمع مِنْ أعيان أتباع التابعينَ، وهي المرتبة الوسطى، وقد شاركه مسلمٌ في هذه الطبقة: كأحمد بن حَنْبل، ويحيي بن معين، وعلي بن المديني، وإسحاق بن رَاهَويه، وأبي بكر وعُثْمَان ابني أبي شيبة، وأشباههم من أصحاب حَمَّاد بن زيد، والليث بن سعد، وابن عُيَيْنَة، وابن المُبَارك وغيرهم.
المرتبة الرابعة:
رُفقَاؤه في الطلب ومن سمع قبله قليلًا: كمحمد بن عبد الرحيم صَاعقة، وَمُحَمَّد ابن يحيى الذُهلي، وعبد بن حُمَيد وأمثالهم.
المرتبة الخامسة:
قوم في عِداد طلبته في السِّنِّ والإسناد، أخذ عنهم ما ليس عنده: كعبد الله بن حَمَّاد الآمُلي، وعبد الله بن أبي القاضي، وحُسين بن مُحَمَّد القَبَّاني، ونحوهم.
فقد رُوي عن وكيع أنه قَالَ: لا يكون الرجل عالِمًا حَتَّى يحدث عمن هو فوقه، وعمن هو مثله، وعمن هو دونه.
وإنما قصدت بتمييز طبقات مشايخه؛ لأنه قد يظن من يعرف أنه يروي عن أتباع التابعين حيث يروي روايته عمن هو أصغر منه أن في الإسناد غلطًا أو عكس ذَلكَ، فإذا عَرَف ما حقَّقتُ انتفت عنه الرِّيبة.
* ذكر سيرته وشمائله وزهده وفضائله:
قَالَ مُحَمَّد بن أبي حاتم الوراق: سمعت أحْمَد بن حفص (١) يقول: دخلتُ عَلى إسماعيل والد البُخَاريّ بيته عند موته فقال: لا أعلمُ في مالي درهما من حرام ولا درهمًا من شُبهة.
(١) في الحاشية في نسخة: "جعفر". راجع: "سير أعلام النبلاء" (١٢/ ٤٤٧)، وفيه "أحْمَد بن حفص"، وكذا في "فتح الباري".