للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: (بإيلياء) بِهمزة مكسورة، بعدها ياء أخيرة ساكنة، ثم لام مكسورة، ثم ياء أخيرة، ثم ألف مهموزة، وحكى البَكري فيها القصر، قيل: معناه بيت الله، وفِي الجهاد عند المؤلف (١): أن هرقل لما كشف الله عنه جنود فارس مشى من حِمْص إلَى إيلياء شكرًا لله، زاد ابن إسحاق، عن الزهري: أنه كَانَ يُبْسَط له البُسُط ويوضع عليها الرياحين فمشى عليها (٢)، ونَحوه لأحمد من حديث ابن أخي الزُّهري عن عَمَّه (٣).

وكان سبب ذَلِكَ ما رواه الطَبَري (٤)، وابن عبد الحكم من طرق متعاضدة ملخصها: أن كسرى أغْزَى جيشه بلاد هرقل فخربوا كثيرًا من بلاده، ثم استبطأ كسرى أميره، فأراد قتله وتولية غيره، فاطلع أميره عَلى ذلكَ فباطن هرقل، واصطلح معه عَلى كسرى، وانهزم عنه بجيوش فارس، فمشى هرقل إلَى بيت المقدس شكرًا لله عَلى ذلكَ، واسم الأمير المذكور شهر براز، واسم الغير الَّذِي أراد كسرى تأميره فرحان.

قوله: (فدعاهم في مَجلسه).

أي: في حال كونه في مجلسه، وللمصنف في الجهاد: "فأُدْخِلْنَا عَلَيْهِ، فإِذَا هو جَالسٌ في مَجْلس ملكه وعليه تاج" (٥).

قوله: (وحولَه) بالنصب لأنه ظرف مكان.

قوله: (عظماء) جمع عظيم [٣٦/ ب]، ولابن السكن: "فأُدْخِلت عليه وعنده بطارقته والقسيسون والرهبان".

و(الروم) من ولد عيص بن إسْحَاق بن إبراهيم -عليه السلام- عَلى الصحيح، ودخل فيهم طوائف من العرب من تَنُّوخ وبَهْرَاء وسَلِيح وغيرهم من غَسَّان، كانوا سكانًا بالشام، فلما أجلاهم المسلمون عنها دخلوا بلاد الروم فاستوطنوها، فاختلطت أنسابهم.


(١) "صحيح البخاري" (كتاب الجهاد، باب: دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس إلَى الإسلام) برقم (٢٩٤٠).
(٢) أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (٨/ ١٩)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٢٣/ ٤٢٨ - ٤٢٩).
(٣) "مسند أحْمَد" (١/ ٢٦٢).
(٤) راجع "تاريخ الطبري" (٢/ ١٢٨).
(٥) "صحيح البخاري" (كتاب الجهاد، باب: دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس إلَى الإسلام) برقم (٢٩٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>