للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كذا لأكثر الرواة بالضم والسكون، والقَابِسي بالفتح ثم الكسر، ولأبي ذر عن الكُشْميهني وحده: "يملك" فعل مضارع، قَالَ القاضي: أظنها ضمة الميم اتصلت بِها فتصحفت، ووجهه السهيلي في أماليه: بأنه مبتدأ وخبر، أي: هذا المذكور يملك هذه الأمة، وقيل: بجواز أن يكون "يملك" نعتًا، أي: هذا رجل يملك هذه الأمة، وَقَالَ شيخنا: يجوز أن يكون المحذوف هو الموصول عَلى رأي الكوفيين، أي: هذا الَّذِي يملك، وهو نظير قوله:

* وَهذَا تَحْمِلِينَ طَلِيقُ (١) *

عَلى أن الكوفيين يجوِّزون استعمال اسم الإشارة بمعنى الاسم الموصول، فيكون التقدير: الَّذِي يملك، من غير حذف.

قُلْتُ: لكن اتفاق الرواية عَلى حذف الياء في أوله دَالٌّ عَلى ما قَالَ القاضي فيكون شاذًا، عَلى أني رأيت في أصل معتمد وعليه علامة السَّرْخسي: بباء موحدة في أوله، وتوجيهها أقرب من توجيه الأول [٤٣/ ب]؛ لأنه حينئذٍ تكون الإشارة بهذا إلَى ما ذكره من نظيره في حكم النجوم، والباء متعلقة بـ"ظهر"، أي: هذا الحكم ظهر بملك هذه الأمة الَّتِي تختتن.

قوله: (برُومِية) بالتخفيف: وهي مدينة معروفة للروم.

و(حمص) مجرور بالفتحة مُنِعَ صرفه للعلمية (٢) والتأنيث، ويحتمل أن يجوز صرفه.

قوله: (فلم يَرِم) أي: لَم يبرح.

(حَتَّى أتاه كتاب من صاحبه) وفِي رواية ابن إسحاق: أن هرقل أرسل دِحْيَة إلَى


(١) القائل هو الشاعر يزيد بن مُفَرَّع يُخاطب بغلته:
عَدَسْ مَا لِعَبَّادٍ عَلَيْكِ إِمَارَةٌ ... نَجَوْتِ وَهَذَا تَحْمِلِيْنَ طَلِيقُ
وعدس: اسم دابته، وهي أيضًا كلمة تقال لزجر البغال.
وعباد: هو عَبَّاد بن زياد بن أبي سفيان.
وقد قال هذه الأبيات عندما أطلق سراحه من سجنه الذي وضعه فيه عبَّاد.
(٢) في الأصل: "العجمة"، والمثبت من الفتح.

<<  <  ج: ص:  >  >>