للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

و"الباب": موضوعه المدخل، فاستعماله في المعاني مَجاز.

و"الإيمان" لغة: التصديق.

وشرعًا: تصديق الرسول فيما جاء به عن ربه.

وهذا القدر متفق عليه، ثم وقع الاختلاف: هل يشترط مع ذَلِكَ مزيد أمر من جهة إبداء هذا التصديق باللسان المعبر عما في القلب؛ إذ التصديق من أفعال القلوب، أو من جهة العمل بما صدق به من ذلك كفعل المأمورات وترك المنهيات كما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالَى؟

والإيمان فيما قيل: مشتق من الأمن، وفيه نظر؛ لتباين مدلولي الأمن والتصديق إلا إن لُوحِظ فيه معنًى مَجازيُّ، فيقال أمنه إذا صدقه، أي: أَمَّنَه التكذيب.

ولم يستفتح المصنف بدء الوحي بكتاب؛ لأن المقدمة لا تُسْتَفْتَح بمَا يُستفتح به غيرها؛ لأنها تنطوي عَلى ما يتعلق بما بعدها، واختلفت الروايات في تقديم البسملة عَلى "كتاب" أو تأخيرها، ولكلِّ وجه، والأول ظاهر، ووجه الثاني -وعليه أكثر الروايات- أنه جعل الترجمة قائمة مقام تسمية السورة، والأحاديث المذكورة بعد البسملة كالآيات مُسْتَفْتَحة بالبسملة.

قوله: (باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: بُنيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْس).

سقط لفظ "باب" من رواية الأَصِيلي، وقد وَصَل الحديث بَعْدُ تامَّا. واقتصاره عَلى طرفه من (١) تسمية الشيء باسم بعضه، والمراد باب هذا الحديث.

قوله: (وهو) أي: الإيمان (قول وفعل، ويزيد وينقص)، وفِي رواية الكُشْمَيْهَني: "قول وعمل"، وهو اللفظ الوارد عن السلف الذين أطلقوا ذَلِكَ، ووهم ابن التِّين فظن أن قوله: "وهو" إلَى آخره مرفوع لما رآه (٢) معطوفًا، وليس ذَلِكَ مراد المصنف، وإن كَانَ ذَلِكَ ورد بإسناد ضعيف [٤٦/أ].


(١) فِي الفتح: "فيه".
(٢) في الأصل: "رواه"، والمثبت من الفتح.

<<  <  ج: ص:  >  >>