للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النظر ووضوح الأدلة، ولهذا كَانَ إيمان الصِّدَّيقين أقوى من إيمان غيرهم، بحيث لا يعتريه الشبهة.

ويؤيده أن كل أحد يعلم أن ما في قلبه يتفاضل، حَتَّى أنه يكون في بعض الأحيان أعظم يقينًا وإخلاصًا وتوكلًا منه في بعضها، وكذلك في التصديق والمعرفة بحسب ظهور البراهين وكثرتها، وما نُقل عن السلف صرح به عبد الرزاق في "مصنفه" عن سفيان الثَّوْرِي، ومالك بن أنس، والأَوْزَاعِيّ، وابن جُرَيْج، وَمعْمَر وغيرهم [٤٦/ ب]، وهؤلاء فقهاء الأمصار في عصرهم.

وكذا نقله أبو القاسم اللالَكَائي في كتاب "السنة" عن الشافعي، وَأَحْمَد بن حَنْبَل، وإسحاق بن رَاهَويْه، وأبي عُبيد وغيرهم من الأئمة، وروى بسنده الصحيح عن البُخَاري قَالَ: لقيتُ أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار فما رأيتُ أحدًا منهم يختلف في أن الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص (١).

وأطنب ابن أبي حاتم واللالكائي في نقل ذلك بالأسانيد عن جَمع كثير من الصحابة والتابعين.

وَقَالَ الحاكم في مناقب الشافعي: ثَنَا أبو العباس الأَصَم: أنا الربيع، قَالَ: سمعتُ الشافعي يقول: "الإيمان قول وعمل، ويزيد وينقص".

ثم شرع المصنف يستدل لذلك بآيات من القرآن مصرحة بالزيادة، وبثبوتها يثبت المقابل، فإن كل قابل للزيادة قابل للنقصان ضرورة.

قوله: (والحب في الله والبغض في الله من الإيمان).

هو لفظ حديث أخرجه أبو داود من حديث أبي أمامة (٢)، والترمذي من حديث معاذ بن أنس (٣)، وسيأتي عند المصنف: "آية الإيمان حب الأنصار" (٤)، واستدل بذلك


(١) "اعتقاد أهل السنة" للالكائي (١/ ١٧٢ - ١٧٣).
(٢) أخرجه أبو داود في "السنن" (كتاب السنة، باب: الدليل عَلى زيادة الإيمان ونقصانه) برقم (٤٦٨١).
(٣) أخرجه الترمِذي في "جامعه" (كتاب صفة القيامة) برقم (٢٥٢١).
(٤) "صحيح البخاري" (كتاب الإيمان، باب: علامة حب الأنصار) برقم (١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>