للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: (فيه أبو سعيد) [٧٢ / أ]؛ أي: يدخل في الباب حديث رَوَاهُ أبو سعيد، وفِي رواية كريمة: "فيه عن أبي سعيد"، أي: مروي عن أبي سعيد.

وفائدة هذا: الإشارة إلَى أن للحديث طريقًا غير الطريق المساقة، وحديث أبي سعيد أخرجه المؤلف في الحيض وغيره من طريق عِيَاض بن عبد الله عنه، وفيه قوله - صلى الله عليه وسلم - للنساء: "تصدقن فإني رأيتُكن أكثر أهل النار"، فقلن: وبم يا رسول الله؟ قَالَ: "تكثرن اللعن وتكفرن العشير". الحديث (١).

ويحتمل أن يريد بذلك: حديث أبي سعيد أيضًا: "لا يشكر الله من لا يشكر الناس" (٢)، قاله القاضي أبو بكر المذكور. والأول أظهر وأجرى عَلى مألوف المصنف، ويعضده إيراده لحديث ابن عباس بلفظ: "ويكفرن العشير".

والعشير: الزوج، قيل له: عشير، بمعنى: معاشر، مثل: أكِيل، بمعنى: مُؤَاكل، وحديث ابن عباس المذكور طرف من حديث طويل أورده المصنف في باب صلاة الكسوف بهذا الإسناد تامًّا (٣)، وسيأتي الكلام عليه ثمَّ.

* وننبه هنا عَلى فائدتين:

إحداهُمَا: أن البُخَارىّ يذهب إلَى جواز تقطيع الحديث إذا كَانَ ما يفصله منه لا يتعلق بما قبله ولا بما بعده تعلقا يُفضي إلَى فساد المعنى، فصنيعه لذلك يوهم من لا يحفظ الحديث أن المختصر غير التام، لاسيما إذا كَانَ ابتداء المختصر من أثناء التام، كما وقع في هذا الحديث، فإن أوله هنا قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أُرِيت النار" إلَى آخر ما ذكر منه، وأول التام عن ابن عباس قَالَ: "خُسفت الشمس عَلى عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، فذكر قصة


= الترمِذيّ في "الجامع" (كتاب الإيمان، باب: ما جاء سباب المسلم فسوق) بعد الحديث رقم (٢٦٣٥) أنه مروي عن عطاء وغيره.
(١) "صحيح البخاري" (كتاب الحيض، باب: ترك الحائض الصوم) برقم (٣٠٤)، وكذلك فى (١٤٦٢، ١٩٥١، ٢٦٥٨).
(٢) أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (باب: في رد السلام، فصل في المكافأة بالصنائع) (٦/ ٥٢٠).
(٣) "صحيح البُخَاري" (كتاب الكسوف، باب: صلاة الكسوف جماعة) برقم (١٠٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>