للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العربي، سواء كَانَ عربيًّا أو عجميًّا، والفاء في "فعيرته" قيل: هِيَ تفسيرية، كأنه بَيَّن أن التعيير هو السب، والظاهر أنه وقع بينهما سباب وزاد عليه التعيير فتكون عاطفة، ويدل عليه رواية مُسْلِم: "قَالَ: أعيرته بأمه فقلت: من سب الرجال سبوا أباه وأمه" (١).

ويظهر لي: أن ذلِكَ كَانَ من أبي ذر قبل أن يعرف [تحريمه] (٢)، فكانت الخصلة من خصال الجاهلية باقية عنده، فلهذا قَالَ كما عند المؤلف في الأدب: "قُلْتُ: عَلى ساعتي هذه من كبر السن؟ ! قَالَ: نعم" (٣)، كأنه تعجب من خفاء ذلِكَ عليه مع كبر سنه، فذكر له وجه كون هذه الخصلة مذمومة شرعًا، فكان بعد ذَلكَ يساوي غلامه في الملبوس وغيره آخذًا بالأحوط، وإن كَانَ لفظ الحديث يقتضي اشتراط [المواساة لا] (٤) المساواة، وسنذكر ما يتعلق ببقية ذَلكَ في كتاب العتق حيث ذكره المصنف (٥) إن شاء الله تعالَى.


(١) "صحيح مُسْلِم" (كتاب الأيمان، باب: إطعام المملوك مما يأكل وإلباسه مما يلبس ولا يكلفه ما يغلبه) برقم (١٦٦١).
(٢) مكانها بياض بالأصل، وزدناها من "الفتح".
(٣) "صحيح البخاري" (كتاب الأدب، باب: ما ينهى عن السباب واللعن) برقم (٦٠٥٠).
(٤) مكانها بياض بالأصل، وزدناها من "الفتح".
(٥) "صحيح البُخَاريّ" (كتاب العتق، باب: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "العبيد إخوانكم فأطعموهم مما تأكلون") برقم (٢٥٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>