للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نفيه، وتوهيم من أثبته، وهو مع ذلِكَ كثير الإرسال فلا تحمل عنعنته عَلى السماع، وإنما أورده المصنف كما سَمِع، وقد وقع له نظير هذا في قصة موسى، فإنه أخرج فيها حديثًا من طريق رَوْح بن عُبَادة بهذا الإسناد (١)، وأخرج أيضًا في بدء الخلق من طريق عَوْف عنهما، عن أبي هريرة حديثًا آخر (٢)، واعتماده في كل ذَلِكَ عَلى مُحَمَّد بن سيرين، والله أعلم.

قوله: (من اتبع) هو بالتشديد، وللأصيلي: "تبع" بحذف الألف وكسر الموحدة، وقد [تمسك] (٣) بهذا اللفظ من زعم أن المشي خلفها أفضل، ولا حجة فيه؛ لأنه يقال: تبعه إذا مشى خلفه أو إذا مر به فمشى معه، وكذلك اتبعه بالتشديد، فإذن هو مقول بالاشتراك، وقد بين المراد الحديث الآخر المصحح عند ابن حبَّان (٤)، وغيره (٥) من حديث ابن عمر في المشي أمامها، وأما أتبعه بالإسكان فهو بمعنى: لحقه إذا كَانَ سبقه، ولَم تأت به الرواية هنا.

قوله: (وكان معه) أي: مع المسلم، وللكُشْمَيْهني: "معها" أي: مع الجنازة.

قوله (حَتَّى يُصَلِّي) بكسر اللام، ويروى بفتحها، فعلى الأول لا يحصل الموعود به إلا لمن توجد منه الصلاة، وَعَلى الثاني قد يقال: قد يحصل له ذلكَ ولو لم


(١) "صحيح البُخَاريّ" (كتاب أحاديث الأنبياء، باب: حديث الخضر مع موسى -عَلَيْهمَا السَّلَام-) برقم (٣٤٠٤)، وفِي (كتاب تفسير القرآن، سورة الأحزاب، باب: {لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى}) برقم (٤٧٩٩).
(٢) "صحيح البُخَاريّ" (كتاب بدء الخلق، باب: إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه. . .) برقم (٣٣٢١).
(٣) مكانها بياض بالأصل، والمثبت من "الفتح".
(٤) "صحيح ابن حبان" (كتاب الجنائز، باب: المريض وما يتعلق به، فصل: في حمل الجنازة وقولها) برقم (٣٠٣٤، ٣٠٣٥، ٣٠٣٦، ٣٠٣٧).
(٥) أخرجه أبو داود في "سننه" (كتاب الجنائز، باب: المشي أمام الجنازة) برقم (٣١٧٩)، والترمذي في "جامعه" (كتاب الجنائز، باب: المشي أمام الجنائز) برقم (١٠٠٧، ١٠٠٨)، والنسائي في "السنن الكبرى" (كتاب الجنائز، باب: مكان الماشي من الجنازة) (١/ ٦٣٢)، وفي "المجتبى" في نفس الكتاب والباب (٤/ ٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>