للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكذا رَوَاهُ أبو نعيم في "الحلية" (١) من طريق عطاء الخراساني، عن يحيى بن يَعْمر.

وكذا روي من طريق عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن عمر أخرجه الطبراني (٢).

وفِي الباب عن أنس أخرجه البزار (٣)، وإسناده حسن.

وعن جرير البجلي أخرجه أبو عوانة في "صحيحه".

وعن ابن عباس، وأبي عامر الأشعري أخرجهما أَحْمد (٤)، وإسنادهما حسن.

وفِي كل من هذه الطرق فوائد سنذكرها -إن شاء الله تعالَى- في أثناء الكلام عَلى حديث الباب، وإنما جمعت طرقها هنا وعزوتها إلَى مخرجيها؛ ليسهل الحوالة عليها؛ فرارًا من التكرار المباين لطريق الاختصار، والله الموفق.

قوله: (كَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بارزًا يومًا للناس) أي: ظاهرًا لهم غير محتجب عنهم ولا ملتبس بغيره، والبروز: الظهور، وقد وقع في رواية أبي فَرْوَةَ الَّتِي أشرنا إليها بيان ذلِكَ، فإن أوله: "كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجلس بين أصحابه، فيجيء الغريب فلا يدري أيهم هو، فطلبنا إليه أن نجعل له مجلسًا يعرفه الغريب إذا أتاه، قَالَ: فبنينا له دُكَانًا من طين كَانَ يجلس عليه" (٥). انتهى

واستنبط منه القرطبي استحباب جلوس العالم بمكان يختص به، ويكون مرتفعًا إذا احتاج لذلك؛ لضرورة تعليم ونَحوه.

قوله: (فأتاه رجل) أي: مَلَك في صورة رجل، وفِي التفسير للمصنف: "إذ أتاه رجل يمشي" (٦). ولأبي فروة: "فَإِنا لَجُلوسٌ عنده إذ أَقْبَلَ رجلٌ أحسن الناس وجهًا،


(١) "حلية الأولياء" (٥/ ٢٠٧).
(٢) "المعجم الكبير" (١٢/ ٤٣٠).
(٣) "مسند البزار" (١/ ١٩٣).
(٤) أخرجهما أحْمَد في "مسنده" فأما حديث ابن عباس فهو في (١/ ٣١٨، ٣١٩)، وأما حديث أبي عامر الأشعري ففي (٤/ ١٢٩، ١٦٤).
(٥) أخرجه أبو داود في "سننه" (كتاب السنة، باب: في القدر) برقم (٤٦٩٨)، والنسائي في "السنن الكبرى" (كتاب الإيمان وشرائعه، باب: صفة الإيمان والإسلام) (٦/ ٥٢٨)، وفي "المجتبى" في نفس الكتاب والباب (٨/ ١٠١، ١٠٢).
(٦) "صحيح البُخَاريّ" (كتاب التفسير، سورة لقمان، باب: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} برقم (٤٧٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>