يولد من الذكور ويكثر من يولد من الإناث، وكون كثرة النساء من العلامات مناسب لظهور الجهل ورفع العلم.
وقوله:(لخمسين) يحتمل أن يراد به حقيقة هذا العدد، أو يكون مَجازًا عن الكثرة، ويؤيده أن في حديث أبي موسى:"وترى الرجل الواحد تتبعه أربعون امرأة"(١).
قَوْلهُ:(القيم) أي: من يقوم بأمرهن، واللام للعهد إشعارًا بما هو معهود من كون الرجال قوامين عَلى النساء.
وكأن هذه الأمور الخمسة خُصت بالذكر لكونها مشعرة باختلال الأمور الَّتِي يحصل بحفظها صلاح المعاش والمعاد: وهي: الدين؛ لأن رفع العلم يخل به، والعقل؛ لأن شرب الخمر يخل به، والنسب؛ لأن الزنا يخل به، والنفس والمال؛ لأن كثرة الفتن تخل بِهما.
قَالَ الكرماني: وإنَّما كَانَ اختلال هذه الأمور مؤذنًا بخراب العالم؛ لأن الخلق لا يُتركون هَملًا، ولا نبي بعد نبينا، فيتعين ذَلِكَ.
وَقَالَ القرطبي: في هذا الحديث عَلَمٌ من أعلام النبوة؛ إذ أخبر عن أمور ستقع فوقعت خصوصًا في هذه الأزمان، والله المستعان.
(١) أخرجه البخاري في "صحيحه" (كتاب الزكاة، باب: الصدقة قبل الرد) برقم (١٤١٤).