وفيه فضل أبي هُرَيْرَةَ، وفضل الحرص عَلى تحصيل العلم.
قَوْلُهُ:(من قَالَ لا إله إلَّا الله) احترازٌ من الشرك، والمراد مع قول مُحَمَّد رسول الله، لكن قد يُكتفى بالجزء الأول من كلمتي الشهادة؛ لأنه صار شعارًا لمجموعهما كما تقدم في الإيمان.
قَوْلُهُ:(خالصًا) احتراز من المنافق، ومعنى أفعل في قَوْلِهُ:"أسعَدُ" الفعل، لا لأنها أفعل التفضيل، أي: سعيد الناس، كقوله تعالَى: {وَأَحْسَنُ مَقِيلًا (٢٤)} [الفرقان: ٢٤].
ويحتمل أن يكون أفعل التفضيل عَلى بابها، وأن كل أحد يحصل له سعد بشفاعته، لكن المؤمن المخلص أكثر سعادة بها، فإنه - صلى الله عليه وسلم - يشفع في الخلق لإراحتهم من هول الموقف، ويشفع في بعض الكفار بتخفيف العذاب كما صح في حق أبي طالب، ويشفع في بعض المؤمنين بالخروج من النار بعد أن دخلوها، وفِي بعضهم بعدم دخولها بعد أن يستوجبوا دخولها، وفي بعضهم بدخول الجنّة بغير حساب، وفِي بعضهم برفعة الدرجات فيها، فظهر الاشتراك في السعادة بالشفاعة، وأن أسعدهم بها المؤمن المخلص، والله أعلم.
قَوْلُهُ:(من قلبه، أو نفسه) شك من الراوي، وللمصنف في الرقاق:"خالصًا من قبل نفسه"، وذُكِرَ ذَلِكَ عَلى سبيل التأكيد كما في قَوْله تعالَى:{فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ}[البقرة: ٢٨٣].
وفِي الحديث دليل عَلى اشتراط النطق بكلمتي الشهادة لتعبيره بالقول في قَوْله:"من قَالَ".