الأمر الثالث: أن عزو السخاوي لأبواب الصحيح فيه بعض إشكال حيث يعزو إلى باب ويذكر تعليق ابن حجر على الحديث ولكنه ليس تحت ذلك الباب بعينه، بل بعده بعدة أبواب، والسبب في ذلك أن الزركشي -رحمه الله- كان يذكر عدة أبواب تحت باب واحد كبير أو مشهور، ويسرد تحته عِدَّةَ أَحَاديثَ تاليةً لهذا الباب قد تكون تحت باب آخر بعده, فيسوقها جميعًا كأنها تحت باب واحد.
وقد بينا ذلك كله في حواشي ذلك الكتاب.
الأمر الأخير: أنه قد وقع في عدة مواضع التنصيص من ابن حجر -رحمه الله- بالعزو إلى كتابه "فتح الباري" أو مقدمته "هدي الساري"، أو إلى "تغليق التعليق" مما يدل على أن هذه الكتب كلها قد فرغ من تأليفها قبل أن يطلع على هذا الشرح للزركشي، أو قبل أن يعلق عليه تلك التعليقات. وراجع ذلك مثلًا عند الورقة (١٥٨/ أ)، (١٥٩/ أ)، (١٦٤/ أ)، (١٦٦/ أ).