قَوْلُهُ:(سبحان الله ماذا)"مَا" استفهامية مُتضمنة لمعنى التعجب والتعظيم، وعَبَّر عن الرحمة بالخزائن لقوله تعالَى:{خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي}[الإسراء: ١٠٠]. وعن العذاب بالفتن لأنها أسبابه، قال الكِرْمَاني: ويُحتمل أن تكون "ما" نكرة موصوفة.
قَوْلُهُ:(أُنزل) بضم الهمزة، وللكُشْمَيهني:"أنزل الله"، والمراد بالإنزال: إعلام الملائكة بالأمر المَقْدور، أو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أوحي إليه في نَوْمه ذلك بما سيقع بعده من الفتن، فعبر عنه بالإنزال.
قَوْلُهُ:(فتح من الخزائن) قال الدَّاودي: الثاني هو الأول، والشيء قد يعطف على نفسه تأكيدًا؛ لأن ما يفتح من الخزائن يكون سببًا للفتنة.
وكأنه فهم أن المراد بالخزائن خَزَائن فَارس والرُّوم وغيرهما مما فُتِح على الصحابة؛ لكن المُغَايرة بين الخَزَائن والفِتن أوضح؛ لأنهما غير متلازمين، وكم من نائل من تلك الخزائن سالمًا من الفتن.
قَوْلُهُ:(صواحب الحُجَر) بضم الحاء وفتح الجيم، جمع حُجْرة: وهي منازل أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنّما خَصَّهُن بالإيقاظ؛ لأنهن الحاضرات حينئذ، أو من باب "ابدأ بنفسك ثم بمن تَعول".
قَوْلُهُ:(فرب كَاسية) استدل به ابن مَالك على أن "رُبَّ" في الغالب للتكثير؛ لأن هذا الوصف للنساء وهن أكثر أهل النار. انتهى.
وهذا يدل لورودها في التكثير لا لأكثريتها فيه.
قَوْلُهُ:(عَارَية) بتخفيف الياء، وهي مجرورة في أكثر الروايات على النعت، وقال السُّهَيْلي: إنه الأحسن عند سيبويه؛ لأن "رُبَّ" عنده حرف جر يلزم صَدْرَ الكلام، قال: ويَجوز الرفع على إضمار مبتدأ، والجملة في موضع النعت، أي: هي عَارية، والفعل الذي تتعلق به "رُبَّ" مَحذوف. انتهى
وأشار [١٥٩/ ب]- صلى الله عليه وسلم - بذلك إلَى موجب استيقاظ أزواجه، أي: لا ينبغي لهن أن يتغافلن عن العبادة ويَعْتَمدن على كونهن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -.