وكأنني واقفٌ بين يديه، وبيدي مروحة أذبُّ عنه، فقال لي بعضُ أهل التعبيرات: تَذُبُّ عنه الكذب، قَالَ: فحملني ذَلِكَ عَلى تَخريج الصحيح.
وَقَالَ أبو الهيثم الكُشْمَيْهَنِي: سمعتُ الفَربري يقول: قَالَ البُخَاريّ: ما وضعتُ في كتاب الصحيح حديثًا إلا اغتسلتُ قبل ذَلِكَ وصليتُ ركعتين.
وَقَالَ الفَربري عن البُخَاريّ: صنفتُ الصحيح في ست عشرة سنة، وخرجته من ستمائة ألف حديث، وجعلته حجة بيني وبين الله.
وَقَالَ الفَرْبري: سمعتُ مُحَمَّد بن أبي حاتم وراق البُخَاريّ يقول: رأيتُ البُخَاريّ في النوم خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يَمشي، فكلما رفع النبي - صلى الله عليه وسلم - قدمه وضع أبو عبد الله قدمه في ذَلِكَ الموضع.
وروى ابن عدي عن الفَرْبَري, عن نَجم بن فُضيل أنه قَالَ: رأيت. . . فذكر نَحو هذا المنام.
وروى شيخ الإسلام الهَرَوي في "ذَمَ الكلام" له من طريق أبي سهل مُحَمَّد بن أحْمَد المروزي قَالَ: سمعت أبا زيد المروزي الفقيه الشافعي يقول: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام، وكنت نائمًا بين الركن والمقام، فقال له: يا أبا زيد، إلَى متى تدرس كتاب الشافعي ولا تدرس كتابي؟ ! فقلت: يا رسول الله، وما كتابك؟ قَالَ: جامع مُحَمَّد بن إسماعيل البُخَاري. انتهى [١١/ ب].
وأشهر الرواة عنه له: الفَربري، وهو أبو عبد الله مُحَمَّد بن يوسف بن مطر بن صالح، ومنهم حماد بن شاكر، وإبراهيم بن مِعْقَل النَّسَفي، ومُهِيب بن سليم، وأبو طلحة منصور بن مُحَمَّد بن علي البَزْدوي، وهو آخر من كَانَ يروي الصحيح عن البُخَاريّ موتًا، قَالَه ابن ماكولا وغيره.
وأما قول الفَربري: سمع الجامع من مُحَمَّد بن إسماعيل تسعون ألفًا، فما بقي منهم أحد غيري، فلعله لم يشعر ببقاء البَزْدوي المذكور.
ومن تصانيفه:(الأدب الْمُفرد) يرويه عنه أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الجليل -بالجيم- البَزَّاز.
و(رفع اليدين في الصلاة)، و (القراءة خلف الإمام) يرويهما عنه محمود بن