للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الواحدي - رحمه الله - (١): «نزلت في ابن طلحة، قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - مفتاح الكعبة، فدخل الكعبة يوم الفتح، فخرج وهو يتلو هذه الآية، فدعا عثمان فدفع إليه المفتاح وقال: «خذوها يا بني أبي طلحة بأمانة الله لا ينزعها منكم إلا ظالم» (٢).

فهذا هو سبب النزول -على فرض صحة الحديث- ويدخل في عموم الأمانات ما سبق من الشهادة بالحق، الأمر الذي ضيعه اليهود حينما سألهم المشركون.

٢ - قال تعالى في سورة الأعراف، بعد ذِكْرِ قصة آدم وما لقيه من وسوسة الشيطان: {يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (٢٦) يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ} (الأعراف).

قال ابن عاشور - رحمه الله -: «وكان لاختيار استحضارهم عند الخطاب بعنوان بني آدم مرتين وَقْعٌ عجيب: بعد الفراغ من ذكر قصة خلق آدم وما لقيه من وسوسة الشيطان؛ وذلك أن شأن الذرية أن تَثْأر لآبائها، وتُعَادي عدوهم، وتحترس من الوقوع في شَرَكِه» (٣).


(١) هو: علي بن أحمد بن محمد بن علي بن مَتُّويَة، أبو الحسن الواحدي، مفسر، عالم بالأدب، نعته الذهبي: بـ (إمام علماء التأويل)، كان من أولاد التجار، أصله من ساوة -بين الريّ وهمذان- ومولده ووفاته بنيسابور، توفي سنة: ٤٦٨ هـ. انظر: وفيات الأعيان (٣/ ٣٠٤)، والأعلام للزركلي (٤/ ٢٥٥).
(٢) انظر: أخبار مكة للأزرقي (١/ ١٠٩)، (١/ ٢٦٥)، أسباب النزول للواحدي (١/ ١٥٨)، المقاصد الحسنة (٤٣١)، جامع الأحاديث (٣٠٤٠٥)، الدر المنثور (٢/ ٥٧٠). وللوقوف على المرويات في ذلك -ولا تخلو من ضعف- ينظر: الاستيعاب في بيان الأسباب (١/ ٤١٢ - ٤١٦).
(٣) التحرير والتنوير (٨/ ٧٣).

<<  <   >  >>