للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن القيم - رحمه الله -: «فمن كان ظهيرًا للمجرمين من الظَّلَمة على ظُلمهم، ومن أهل الأهواء والبدع على أهوائهم وبدعهم، ومن أهل الفجور والشهوات على فجورهم وشهواتهم؛ ليتخلص بمُظَاهَرَتهم من أَلَم أذاهم، أصابه من ألم الموافقة لهم عاجلًا وآجلًا أضعاف أضعاف ما فرّ منه، وسنة الله في خلقه أن يعذبهم بإنذار من إيمانهم وظاهرهم، وإن صبر على أَلَم مُخالفتهم ومُجانَبتهم، أعقبه ذلك لَذَّة عاجلة وآجلة تزيد على لذة الموافقة بأضعاف مضاعفة، وسنة الله في خلقه أن يرفعه عليهم ويُذلهم به بحسب صبره وتقواه وتوكله وإخلاصه، وإذا كان لا [بد] (١)

من الألم والعذاب فذلك في الله وفي مرضاته ومتابعة رسله أولى وأنفع منه في الناس ورضائهم وتحصيل مُرَادَاتهم» (٢).

٣٥ - قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -: «ومن نظر في آيات القرآن الكريم، وجد أن البيوت مُضَافَة إلى النساء في ثلاث آيات من كتاب الله تعالى، مع أن البيوت للأزواج أو لأوليائهن؛ وإنما حصلت هذه الإضافة -والله أعلم- مراعاةً لاستمرار لزوم النساء للبيوت، فهي إضافة إسكان، ولزوم للمسكن، والتصاق به، لا إضافة تمليك.

قال الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} (الأحزاب: ٣٣)، وقال سبحانه: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} (الأحزاب: ٣٤)، وقال عز شأنه: {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ} (الطلاق: ١)» (٣).


(١) ما بين المعقوفين زيادة، يقتضيها السياق.
(٢) شفاء العليل (ص ٢٤٦).
(٣) حراسة الفضيلة (ص ٥٨).

<<  <   >  >>