للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في خصلة من خصال الخير يعجز عن لحاقه فيها كَاثَره بخصلة أخرى، وهو قادر على المُكاثرة بها، وليس هذا التكاثر مذمومًا ولا قادحًا في إخلاص العبد، بل هو حقيقة المنافسة، واستباق الخيرات» (١).

٤٧ - قال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)} (الفلق).

قال أبو السعود - رحمه الله - (٢): «الفَلَقُ: الصُّبْحُ كالفرقِ؛ لأنَّه يفلق عنه الليل ويفرق ... وقيلَ: هُوَ ما انفلقَ منْ عمودِهِ ...

وفي تعليق العياذ باسم الرب المُضَاف إلى الفَلَق المنبئ عن النور عَقِيب الظُّلْمة، والسَّعَة بعد الضيق، والفَتْق بعد الرَّتْق، عِدَةٌ كريمة بإعاذة العائذ مما يعوذ منه، وإنجائه منه، وتقوية لرجائه بتذكير بعض نظائره، ومزيد ترغيب له في الجد والاعتناء بِقَرْع باب الالتجاء إليه تعالى؛ ففيه إشعار بأن من قدر أن يزيل ظلمة الليل من هذا العالم قدر أن يزيل عن العائذ ما يخافه» (٣).


(١) عدة الصابرين (ص ١٩٣ - ١٩٤).
(٢) هو: محمد بن محمد بن مصطفى العمادي، المولى، أبو السعود، مُفَسِّر شاعر، من علماء الترك المُسْتَعْرِبين، وُلِد بقرب القسطنطينية، ودَرَسَ ودَرَّسَ في بلاد متعددة، وتقلد القضاء في بروسة، فالقسطنطينية، فالروم ايلي، وأُضيف إليه الإفتاء سنة ٩٥٢ هـ، وكان حاضر الذهن، سريع البديهة، توفي سنة: ٩٨٢ هـ. الكواكب السائرة (٣/ ٣١)، الأعلام للزركلي (٧/ ٥٩).
(٣) تفسير أبي السعود (٩/ ٢١٤).

<<  <   >  >>