للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المعنى الظاهر:

مِن سنة الله الابتلاء، فلا تظنوا يا معشر المؤمنين أن يَتْرُكَكُم الله دون اختبار؛ ليعلم الله عِلْمًا ظاهرًا للخَلْق الذين أخلصوا في جهادهم، ولم يتخذوا غير الله ورسوله والمؤمنين بطانة وأولياء، والله خبير بجميع أعمالكم، ومجازيكم بها (١).

ما يؤخذ من إشارة الآية:

قال ابن القيم - رحمه الله -: «ولا وَلِيجَة أعظم ممن جعل رجلًا بعينه مُختارًا على كلام الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وكلام سائر الأمة يُقَدِّمه على ذلك كله، ويَعْرِض كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وإجماع الأمة على قوله، فما وافقه منها قبله لموافقته لقلبه، وما خالفه منها تلطف في رده وتَطَلَّبَ له وجوه الحيل، فإن لم تكن هذه وَلِيْجَة فلا ندري ما الوَلِيْجَة! » (٢).

٧ - قال تعالى: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٤٠)} (التوبة).

المعنى الظاهر:

«يا معشر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا تنفروا معه أيها المؤمنون إذا استَنْفَركم، وإلا تنصروه؛ فقد أيده الله ونصره يوم أخرجه الكفار من قريش من بَلَدِه (مكة)، وهو ثاني اثنين (هو وأبو بكر الصديق - رضي الله عنه -) وألجؤوهما إلى نقب في جبل ثور


(١) التفسير الميسر (ص ١٨٩).
(٢) إعلام الموقعين (٢/ ١٣٠).

<<  <   >  >>