للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بـ «مكة»، فمكثا فيه ثلاث ليال، إذ يقول لصاحبه (أبي بكر) لما رأى منه الخوف عليه: لا تحزن إن الله معنا بنصره وتأييده، فأنزل الله الطمأنينة في قلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأعانه بجنود لم يرها أحد من البشر وهم الملائكة، فأنجاه الله من عدوه وأذل الله أعداءه، وجعل كلمة الذين كفروا السفلى، وكلمةُ الله هي العليا؛ وذلك بإعلاء شأن الإسلام، والله عزيز في ذاته وصفاته وملكه، حكيم في تدبير شؤون عباده. وفي هذه الآية مَنْقَبة عظيمة لأبي بكر الصديق - رضي الله عنه -» (١).

ما يؤخذ من إشارة الآية:

قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: «كل من وافق الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أمر خالف فيه غيره فهو من الذين اتبعوه في ذلك؛ وله نصيب من قوله: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} (التوبة: ٤٠)، فإن المعية الإلهية المُتَضَمِّنة للنصر هي لِمَا جاء به إلى يوم القيامة، وهذا قد دلّ عليه القرآن، وقد رأينا من ذلك وجَرَّبْنا ما يطول وصفه» (٢).

وقال ابن القيم - رحمه الله -: «فَمِن أصح الإشارات إشارة هذه الآية، وهي أن من صحب الرسول - صلى الله عليه وسلم - وما جاء به بقلبه وعمله وإن لم يصحبه ببدنه، فإن الله معه» (٣).

٦ - قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (١٢٣)} (التوبة).


(١) التفسير الميسر (ص ١٩٣).
(٢) مجموع الفتاوى (٢٨/ ٣٧).
(٣) الكلام على مسألة السماع (ص ٣٩٧).

<<  <   >  >>