للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ننكرها، وذلك مثل أن يستغيث الرجل بإخوانه عند الشدة في الحرب وغيرها، ومن ذلك ما تواترت به سنة النبي ؛ من أن الناس يوم القيامة يشتد عليهم الموقف والكرب، فيقول بعضهم لبعض: اذهبوا إلى أبيكم آدم يشفع لنا عند ربنا أن يخرجنا من هذا الكرب، فيأتون آدم فيقولون له: أنت آدم الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، ويذكرون له من الفضائل؛ ألا ترى ما نحن فيه، اشفع لنا عند ربك، ادع الله أن يريحنا، أو كما جاء في الحديث، فيذكر أكله من الشجرة، ويذكر أن الله نهاه عن الأكل من الشجرة فأكل منها، ويقول: نفسي نفسي، وفي بعض الروايات يقول: إن ربي غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، اذهبوا إلى نوح، فيأتون نوحًا، فيذكرون له ذلك، فيعتذر ويذكر أنه دعا على قومه؛ كما قال الله تعالى: ﴿وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (٢٦)[نوح]، فيعتذر قائلاً: اذهبوا إلى إبراهيم، فيأتون إبراهيم فيعتذر أيضًا، ويقول نحو ما قاله من قبله، ويذكر كذباته الثلاث - وكلها في ذات الله -، ويقول: اذهبوا إلى موسى، فيأتون موسى فيعتذر ويقول: إني قتلت نفسًا لم أؤمر بقتلها، فيعتذر فيقول: اذهبوا إلى عيسى، فيأتون عيسى فيعتذر كذلك ولا يذكر ذنبًا، فيقول: إن ربي غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، اذهبوا إلى محمد عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال : «فيأتوني، فأنطلق فآتي ربي، فإذا

<<  <   >  >>