للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذه هي الشبهة السابعة، وسبق أن قلنا إن هذه الشبه بينها تقارب كبير، لكنها تختلف في أسلوبها، مما يقتضي تنويع الجواب أيضًا.

فإذا قال هذا القبوري الذي يدعو الصالحين ويغلو فيهم ويذبح لهم: أنا لا أشرك بالله حاشا وكلَّا، والالتجاء إلى الصالحين ليس بشرك.

فقل له: إذا كنت تقر بأن الله حرم عليك الشرك، وأخبر أنه لا يغفره فما هذا الشرك الذي حرمه الله عليك، وأخبر بأنه لا يغفره؟ كيف تقر بهذا وأنت لا تعرف حقيقة الشرك، فلا بد أن تعرف حقيقة الشرك؛ لأن الله الذي حرم الشرك على عباده بيَّن حقيقته، ولا يحرم الله تعالى شيئًا ثم لا يبينه، قال تعالى: ﴿وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ﴾ [الأنعام: ١١٩]، وقال: ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ [الأنعام: ١٥١]؛ يعني: اسأله عن هذا الشرك الذي يزكي نفسه، ويبرئ نفسه منه لاعتقاده أن الله حرمه، وأنه لا يغفره فاسأله ما هذا الشرك الذي حرمه الله، وأخبر أنه لا يغفره؟ فإنه لا يعرفه.

فقل له: هذا غلط، وتفريط عظيم أنك تؤمن وتعرف أن الله حرم الشرك وأخبر أنه لا يغفره ثم لا تعرفه ولا تسأل عنه، وهذا خلاف ما يجب، وما يقتضيه الحزم، كيف تقول: بأن الله حرم الشرك وأنه لا يغفره؛ ثم لا تدري ولا تسأل!!

<<  <   >  >>