للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والجواب أن يقال: إن بني إسرائيل لو فعلوا ذلك بعد ما نهاهم موسى ، وأنكر عليهم؛ لكفروا، وكذلك الذين قالوا للنبي : اجعل لنا ذات أنواط، لو لم يطيعوا الرسول ، وفعلوا ما نهاهم عنه؛ لكفروا.

وقد ذكر الشيخ بعض فوائد هذه القصة، ومنها:

- أن المسلم - بل العالِم - قد يغلط، ويقع في نوع من الشرك وهو لا يدري، وهذا يوجب للمسلم العناية بمعرفة الدين؛ لا سيما التوحيد، فإن السبب الحامل لبني إسرائيل على قولهم ذلك، وكذلك من قال من الصحابة: «اجعل لنا ذات أنواط»؛ هو الجهل.

وبعض الجهال الآن يقول: لا نحتاج لدراسة التوحيد في كل مراحل التعليم المتوسط والثانوي والجامعة؛ فالعقيدة واضحة - ولله الحمد -، وهؤلاء يريدون الاكتفاء بما يدرس في الابتدائي، وهذا الاكتفاء غلط، فإن المسلم في حاجة إلى مزيد من العلم، والتفقه في الدين، وإذا جئنا للحقيقة، فهل ما يدرسه الإنسان في الابتدائي يكفيه؟!

إن الطالب في الابتدائي يدرس ما يدرسه تلقينًا من غير أن يفهم معاني ما يدرس، بل إن الإنسان - حتى وإن بلغ - فإنه لا يزال في حاجة إلى التفقه في كتاب الله وسنة رسوله ، ومعرفة ما يناقض أصول الدين.

- ومن الفوائد أيضًا أن من تكلم بكلام وهو كفر جاهلًا بحقيقته وبحكمه، ثم نُهِي عن ذلك فتاب؛ لم يضره فإن من تاب؛ تاب الله عليه.

<<  <   >  >>