للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* قال الشيخ :

وأنا أذكر لك أشياء مما ذكر الله في كتابه جوابًا لكلام احتج به المشركون في زماننا علينا، فنقول: جواب أهل الباطل من طريقين: مجمل ومفصل:

أما المجمل: فهو الأمر العظيم والفائدة الكبيرة لمن عقلها؛ وذلك قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِيَ أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ﴾ [آل عمران: ٧]، وقد صح عن رسول الله أنه قال: «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله في كتابه، فاحذروهم» (١)، مثال ذلك:

إذا قال بعض المشركين: ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون (٦٢)[يونس]، وإن الشفاعة حق، وإن الأنبياء لهم جاه عند الله، أو ذكر كلامًا للنبي يستدل به على شيء من باطله؛ وأنت لا تفهم معنى الكلام الذي ذكره فجاوبه بقولك:

إن الله ذكر في كتابه أن الذين في قلوبهم زيغ يتركون المحكم ويتبعون المتشابه، وما ذكرت لك من أن الله ذكر أن المشركين يقرون بالربوبية، وأن كفرهم بتعلقهم على الملائكة والأنبياء والأولياء مع قولهم: ﴿هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللّهِ﴾ [يونس: ١٨]، وهذا أمر محكم بيِّن، لا يقدر أحد أن يغير معناه.


(١) رواه البخاري (٤٥٤٧)، ومسلم (٢٦٦٥) من حديث عائشة .

<<  <   >  >>