للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهذه طريقة الاستفصال عن الكلام المجمل والمبهم، وهي من أحسن الطرق لإفحام للخصم؛ وذلك بأن تقول له - إذا قال كلامًا مجملًا -: فسر كلامك حتى يتضح الأمر والحقيقة.

فإن قال: أنا لا أعبد إلا الله وحده، فهذا مثل قوله: أنا لا أشرك بالله، فقل له: ما معنى عبادة الله وحده؟ فسرها لي؟، وهنا بداية الاستفصال والسؤال.

فإن فسرها بما بينه القرآن ألزمناه به، وإن قال أنا لا أدري قلنا: إذًا كيف تدعي شيئًا أنت لا تعرفه؟ وإن فسر ذلك بغير معناه بينت له الآيات الواضحات في معنى الشرك بالله وعبادة الأوثان، وأن الذي يفعلونه في هذا الزمان من القصد إلى قبور الصالحين والاستغاثة بهم والالتجاء إليهم وذبح القرابين عند قبورهم هو نفس الشرك الذي فعله المشركون، وأنكره الله عليهم.

وبين له أن عبادة الله وحده لا شريك له وترك الغلو في الصالحين؛ هي التي ينكرون علينا، حتى إنهم ليقولون: إنكم بإنكاركم علينا تبغضون الصالحين، فجعلوا عبادة الصالحين هي التعبير عن حبهم، فصاروا ينكرون علينا ويصيحون بعنف وضجيج كما صاح إخوانهم، حيث قالوا: ﴿أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَاب (٥)[ص].

ومنكرو التوحيد من أهل زماننا ينكرون علينا أننا لا نفعل عند قبور الأولياء مثل ما يفعلون كما صاح إخوانهم من قبل لما دُعوا وقيل لهم: قولوا لا إله إلا الله، فإذا قيل لهم ذلك اشمأزت قلوبهم؛ كما قال تعالى:

<<  <   >  >>