للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبعض العلماء يجمعون التوحيد قسمين: التوحيد العلمي الخبري، والتوحيد الإرادي الطلبي (١)، والمشهور أن التوحيد ثلاثة أنواع:

- توحيد الربوبية.

- وتوحيد الألوهية، وهو: توحيد العبادة.

- وتوحيد الأسماء والصفات.

ولا بد من توحيد الله في ذلك كله، فلابد من الإيمان بأنه تعالى رب كل شيء ومليكه، لا رب غيره، ولا خالق ولا رازق سواه، ولابد من الإيمان بأسمائه وصفاته، وأنه لا شبيه له في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ثم لا بد من الإيمان بأنه الإله الحق الذي لا يستحق العبادة سواه، ثم تخصيصه بالعبادة، فهذه ثلاثة أنواع، والشيخ ذكر تعريف واحد منها، وهو توحيد العبادة فقال: «اعلم - رحمك الله - أن التوحيد هو إفراد الله سبحانه بالعبادة».

ثم قال بعد ذلك: «وهو دين الرسل الذي أرسلهم الله به إلى عباده»؛ يعني: أن توحيد الله بإخلاص الدين له هو دين الرسل من أولهم إلى آخرهم، وخص الشيخ هذا التوحيد بالذكر؛ لأنه التوحيد الذي وقعت فيه الخصومة بين الرسل وأممهم، فإن سائر الأمم تقر بالربوبية لله، ولكن التوحيد الذي أنكروه وانحرفوا عنه هو توحيد العبادة، وحقيقته: عبادة الله وحده لا شريك له، وترك عبادة ما سواه، والكفر بما يعبد من دون الله، وهذا هو دين الرسل من أولهم - وهو نوح الذي


(١) التدمرية ص ٤٦، ومدارج السالكين (٣/ ٤٥٠).

<<  <   >  >>