للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الشبهة الثالثة والرد عليها]

الشبهة الثالثة: إن قال المشرك الذي يغلو في الصالحين ويتعلق بهم ويدعوهم من دون الله: الكفار كانوا يطلبون من أولئك الصالحين قضاء الحوائج؛ كشفاء المرضى والنصر على الأعداء؛ وأنا أعلم أن الله تعالى هو النافع الضار، وأن الصالحين ليس لهم من الأمر شيء، وأنا لا أريد إلا الله، ولكني أتوجه إليهم أطلب من الله بشفاعتهم.

فإذا قال هذا فقل له: هذا وقول الكفار سواء بسواء، فالكفار الأولون يؤمنون بأن الصالحين لا ينفعون ولا يضرون، وإنما يتعلقون بهم ليشفعوا لهم عند الله، واقرأ عليه هذه الآيات: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ [الزمر: ٣]، وقوله تعالى: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء

<<  <   >  >>