للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذًا؛ فالصواب أن الإله يعني المألوه، ككتاب بمعنى مكتوب، فإذا قلنا: «لا إله إلا الله» فيكون معناها: لا معبود بحق إلا الله، وكل معبود سواه باطل، فالله تعالى هو الإله المستحق للعبادة، وكل ما يعبد من دون الله فليس هو إله على الحقيقة، لكن هم يسمونه بألسنتهم، قال تعالى: ﴿مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَا أَنْزَلَ اللّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون (٤٠)[يوسف]، وقوله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِير (٦٢)[الحج].

يقول الشيخ : «فإذا عرفت أن جهَّال الكفار يعرفون ذلك … »؛ أي: معنى «لا إله إلا الله» فالعجب أن كثيرًا ممن يقول «لا إله إلا الله» لا يعرف معناها، ولا يعرف ما يعرفه جهال المشركين من معناها؛ بل يظن أنه يكفيه أن يقولها بلسانه دون أن يعتقد شيئًا من معناها في قلبه.

وقوله: «والحاذق منهم … »؛ أي: المتعلم المتمكن يظن معناها: لا يخلق ولا يرزق إلا الله، وهذا ما يظنه كثير من طوائف المتكلمين، حيث يظنون أن معنى: «لا إله إلا الله»؛ أي: لا خالق إلا الله، أو لا قادر على الاختراع إلا الله، ولو كان هذا هو معناها لم يمتنع المشركون من أن يقروا بها؛ لأن هذا لا يتناقض مع ملة آبائهم.

والشيخ يُحَقِّرُ من هذه حالته، بقوله: «فلا خير في رجل جهَّال الكفار أعلم منه بمعنى «لا إله إلا الله»».

<<  <   >  >>