للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذا عرفت: أن جهَّال الكفار يعرفون ذلك؛ فالعجب ممن يدعي الإسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهَّال الكفار! بل يظن أن ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب لشيء من المعاني!

والحاذق منهم يظن أن معناها: لا يخلق ولا يرزق إلا الله ولا يدبر الأمر إلا الله، فلا خير في رجل جُهَّال الكفَّار أعلم منه بمعنى «لا إله إلا الله».

قوله: «وهذا التوحيد … »؛ يريد توحيد العبادة الذي سبق ذكره، وأنه دين الرسل كلهم، وهذا التوحيد هو معنى: «لا إله إلا الله»، ولهذا تسمى كلمة التوحيد؛ لأن مضمونها توحيد الإله، وتخصيص الإلهية به ، كما قال: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيم (١٦٣)[البقرة]، وقال: ﴿شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ﴾ [آل عمران: ١٨]، ويتضح هذا بمعرفة معنى الإله.

فما معنى الإله؟

الإله: هو المعبود الذي يُقصد بأنواع العبادة من الذبح والنذر والصلاة الخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة، فهذا هو الإله الذي يُؤله ويقصد بهذه الأمور.

<<  <   >  >>