للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتوقف على بغض الحق، فكم من الكفار من يعتقد صدق الرسول ، ويعرف أن ما جاء به هو الحق، ولكن يمنعه من ذلك التعصب للآباء، أو الأغراض الدنيوية، فهل كفر بسبب اعتقاد القلب؟

لا، إنما كفر بما أظهر من الكفر، وبما تكلم به من الكفر، فمن تكلم بالكفر هازلًا مازحًا، أو تكلم بالكفر مداراةً ومداهنةً ليتوصل بذلك إلى مصلحة دنيوية، فإنه كافر؛ لأنه غير مكره، والله لم يستثن إلا المكره.

وبهذا ينتهي التعليق على هذا الكتاب المبارك المفيد، ورحم الله الشيخ على كشفه لتلك الشبهات الباطلة التي يتذرع بها المشركون لتصحيح باطلهم، ولا ريب أن كشف الشبهات وبيان الحق بدليله من الجهاد الذي أمر الله به في قوله: ﴿وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (٥٢)[الفرقان]؛ أي: بالقرآن، وقد أبلى الشيخ في ذلك بلاء حسنًا، فرفع بدعوته أعلام التوحيد، وأذل به الشرك وأهله، فجزاه الله على دعوته وجهاده خيرًا.

والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

* * * * * * *

<<  <   >  >>