للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كثيرًا من المسلمين يتلفظ بهذه الكلمة من غير فقه بمعناها، وقد تأتي هذه الكلمة التي هي أعلى وأفضل شعب الدين، حيث ورد في الحديث: «الإيمان بضع وستون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله» (١) على اللسان هكذا من غير بصيرة، ولا وعي بما يقول، فليس المقصود مجرد التلفظ بها، بل المقصود معناها، والمشركون الضلال الجهال يدركون معناها ويفهمونها، فلذا امتنعوا أن يقولوها، ونفروا من ذلك، وقالوا ما قال الله تعالى عنهم ﴿أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا﴾ [ص: ٥].

فإذا عرف المسلم جهل كثير من المسلمين بهذا، وعرف أن الشرك هو أعظم الذنوب؛ كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم (١٣)[لقمان]، وكما قال تعالى فيه أيضًا: ﴿إِنَّ اللّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء﴾ [النساء: ٤٨]، وقال تعالى: ﴿لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين (٦٥)[الزمر]، وعرف الدين الحق الذي بعث الله به الرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم، وعرف ما أصبح عليه واقع الناس من الجهل بدين الإسلام والانغماس في الشرك؛ استفاد فائدتين:

الأولى: الفرح بفضل الله ورحمته؛ لأن الضلال بلاء، ومن الأدعية التي يقولها المؤمن إذا رأى مبتلى «الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به» (٢)، بحيث أنعم الله عليك بمعرفة التوحيد الذي ضل أكثر الناس


(١) أخرجه البخاري (٩)، ومسلم (٣٥) - واللفظ له - من حديث أبي هريرة .
(٢) رواه الترمذي (٣٤٣١) من حديث عمر بن الخطاب ، وقال أبو عيسى: «هذا حديث غريب»، وصححه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (٦٠٢).

<<  <   >  >>