للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالتوكل عليه والاستعانة به ودعائه والاستعاذة به من شرور الإنس والجن، والإقبال على كتاب الله تلقيًا لحجج الله وتدبرًا لآياته، ولا بد أن يتعلم المسلم من دين الله ما يكون له سلاحًا يقاتل به هؤلاء الأعداء، فيتعلم من الأدلة العقلية والشرعية ما يرد به شبهات هؤلاء الأعداء وحججهم، بحيث يكون لديه القدرة على مجادلتهم ودحض شبهاتهم التي هي داحضة عند الله؛ كما قال سبحانه: ﴿حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيد (١٦)[الشورى]، وهذا كلام عظيم، فالعلم سلاح يميز الإنسان به الحق من الباطل، والخير من الشر، وويميز به أولياء الله من أعداء الله، فهو فرقان، ولا بد للإنسان من فرقان يميز به بين ما يحب الله ويرضاه، وبين ما يسخطه ويبغضه ويأباه من الأعمال والأقوال والناس؛ إذ من الناس مَنْ هو محبوب مرضي عند الله، ومنهم من هو مبغوض مسخوط ممقوت.

فإذا أقبلت على الله بقلبك، وتدبرت بيناته وحججه، فلا تخف ولا تحزن؛ فإن جند الله هم الغالبون؛ كما أخبر بذلك الله ﷿ بقوله: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِين (١٧١) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُون (١٧٢) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُون (١٧٣)[الصافات]، وقال تعالى: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيز (٢١)[المجادلة]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُمْ مُّحْسِنُون (١٢٨)[النحل]. وعلى هذا فإن الله مع أوليائه المجاهدين في سبيله، المتقين له، وجند الله هم الغالبون بالحجة والبيان؛ كما أنهم الغالبون بالسيف والسِنان؛ لأن قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ

<<  <   >  >>