للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلا إن كان عنده مقدرة علمية وبيانية، وهذه توطئة لما سيذكره من الشبهات، وما يذكره من نقض لها.

ومما ينبغي أن نعرفه أن هؤلاء الأعداء أنواع، وشبهاتهم أنواع، فهناك شبهات ضعيفة، وهناك شبهات تحتاج عند الرد عليها إلى بصيرة وعلم واسع، ولهذا قيض الله لهذا الدين عبر الأزمان من يدافع عنه عند ظهور البدع والمنكرات، ويبين حقيقة التوحيد المحض الخالص، ويكشف حقيقة الباطل منذ عهد الأئمة في القرون المفضلة إلى عصرنا هذا، ومن أعظمهم في هذا شيخ الإسلام ابن تيمية ، ولا يزال الجهاد والبلاء والصراع بين الحق والباطل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

والله قد جعل كتابه: ﴿تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِين (٨٩)[النحل]، فالقرآن هدى وشفاء، وتبيانًا لكل شيء، يهدي للتي هي أقوم، فهو مصدر الهدى والخير، وفيه بيان الأحكام والعقائد الصحيحة، وفيه الدليل والمدلول، وقد ذكر الله فيه أصول الإيمان التي أهمها وأعظمها التوحيد والرسل والبعث.

فعلى المسلم أن يقبل على كتاب الله فيتدبر ما فيه من الحجج والبينات فإنه لن يأتي صاحب باطل بشبهة أو حجة إلا وفي القرآن ما ينقضها ويبين بطلانها؛ كما قال تعالى: ﴿وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (٣٣)[الفرقان]، ولكن هذا بحسب ما يفتح الله به على العبد من فهم كتابه؛ وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والناس في فقه الدين وفهم كتاب الله على درجات ومراتب، فليس القصور في كتاب

<<  <   >  >>