ما نجحنا وما أظن أننا سننجح. أتدرين لماذا؟ لأننا لم نَهْتَدِ -إلى اليوم- إلى باب الإصلاح ولم نعرف طريقه.
إن باب الإصلاح أمامك أنت يا بنتي ومفتاحه بيدك؛ فإذا آمنت بوجوده وعملت على دخوله صلحت الحال. صحيح أن الرجل هو الذي يخطو الخطوة الأولى في طريق الإثم، لا تخطوها المرأة أبداً، ولكن لولا رضاك ما أقدم ولولا لينك ما اشتدّ؛ أنت فتحت له وهو الذي دخل، قلت للّص: تفضل. فلما سرقك اللص صرختِ: أغيثوني يا ناس، سُرِقتُ!
ولو عرفت أن الرجال جميعاً ذئاب وأنت النعجة لفررت منهم فرار النعجة من الذئب، وأنهم جميعاً لصوص لاحترست منهم احتراس الشحيح من اللص. وإذا كان الذئب لا يريد من النعجة إلا لحمها، فالذي يريده منك الرجل أعزّ عليك من اللحم على النعجة، وشر عليك من الموت عليها. يريد منك أعزّ شيء عليك: عفافك الذي به تَشْرُفين، وبه تفخرين، وبه تعيشين. وحياة البنت التي فجعها الرجل بعفافها أشد عليها بمئة مرة من الموت على النعجة التي فجعها الذئب بلحمها، إي والله.
وما رأى شاب فتاة إلا جرّدها بخياله من ثيابها ثم تصورها بلا ثياب. إي والله، أحلف لك مرة ثانية. ولا تصدقي ما يقوله لك بعض الرجال من أنهم لا يرون في البنت إلا خلقها وأدبها، وأنهم يكلمونها كلام الرفيق ويودّونها ودّ الصديق. كذبٌ والله، ولو سمعتِ أحاديثَ الشباب في خلواتهم لسمعت مهولاً مرعباً.