أتممت البارحة قراءة كتاب «جبران» لمؤلفه ميخائيل نُعَيمة، فأعجبني أسلوبه -على ما فيه من مخالفة لقانون اللغة وقواعد العربية- لما حمل من الصور البيانية والمجازات المستحدَثَة، والتشابيه التي لا نظير لها والاستعارات التي لم تتحدث عنها كتب البلاغة، لأن علماءها لم يقرؤوا مثلها، ولأنه أسلوب مستمَد من قلب حيّ وخيال قوي، على حين أن من الأساليب ما يُستمَد من كتب اللغة. وتمنيت لو أن مثله يجيء صحيحاً بنفَس عربي، فيكون نادرة الأساليب، ومفخرة الأدب، وهيهات!
أما موضوع الكتاب فلم يعجبني، لأني وجدت حياة هذا الرجل -كما يصفها صديقه المؤلف- سلسلة آثام: من كفر إلى فسوق، ومن اعتماد على امرأة تشتغل وتغذوه وهو كسلان يتمدد على فراشه، إلى خيانة لهذه المرأة ونقض لعهدها، ومن إكبار لنيتشه المجنون، إلى الجنون به، إلى سرقة آثاره وانتحالها! ووجدته في حياته كلها أشبهَ بالمرأة المدلَّلة الكسول، هَمُّه شهوته، إنْ بالحقيقة وإنْ بالمجاز، يعبّر عنها بهذه الصور العارية وهذه القصص الفاسقة، التي ردّ على واحدة منها إمامُ الكُتّاب