للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[زورق الأحلام]

نشرت سنة ١٩٦٧

زرت صديقاً لي من رفاق الصغر، فرأيت ولده منكبّاً على أوراق له، يفكر ويكتب ثم يمزق ما كتب، ثم يعود إلى التفكر.

فقلت لأبيه: ما له؟

قال: إنه مستغرق في الإنشاء.

قلت: فيمَ يكتب؟

قال: في الموضوع الأزلي الذي لا يملّ منه مدرّسو الإنشاء ولا يسأمون من ترديده.

قلت: ما هو؟

فضحك وقال: السؤال الذي يُلقى في كل بلد وفي كل وقت، لا يتبدل بتبدّل الأمكنة ولا الأزمان، وهو: "ماذا تريد أن تكون في المستقبل؟ ". وسكت لحظة كأنه يتذكر، ثم قال لي: أتذكر كم مرة سُئلنا هذا السؤال في المدرسة؟

قلت: أذكر، لقد كتبت فيه مرات لست أحصيها. عشرين مرة؟ ثلاثين؟ أكثر من ذلك! وكنت في كل مرة أنطلق مع

<<  <   >  >>