لا يغارون على نسائهم المسلمات أن يراهُنّ الأجنبي. لا أن يرى وجهوهنّ ولا أكفهنّ ولا نحورهنّ، بل كل شيء فيهن! كل شيء إلا الشيء الذي يقبح مرآه ويجمل ستره، وهو حلقتا العورتين وحلمتا الثديين! وفي النوادي والسهرات «التقدمية» الراقية رجال مسلمون يقدّمون نساءهم المسلمات للأجنبي ليراقصهن، يضمّهنّ حتى يلامس الصدرُ الصدرَ والبطنُ البطنَ والفمُ الخدَّ، والذراع ملتوية على الجسد، ولا ينكر ذلك أحد! وفي الجامعات المسلمة شباب مسلمون يجالسون بنات مسلمات متكشّفات باديات العورات، ولا ينكر ذلك الآباء المسلمون ولا الأمهات المسلمات! وأمثال هذا.
وأمثال هذا كثير، لا يُدفَع في يوم واحد ولا بوثبة عاجلة، بل بأن نعود إلى الحق من الطريق الذي وصلنا منه إلى الباطل، ولو وجدناه الآن طويلاً ... وإنّ مَن لا يسلك الطريقَ الطويل الذي لا يجد غيرَه لا يصل أبداً. وأن نبدأ بمحاربة الاختلاط. والاختلاط غير السفور، وأنا لا أمنع من كشف الوجه إن كان لا يتحقق بكشفه الضررُ على الفتاة والعدوانُ على عفافها، وأراه -عند أمن الفتنة- خيراً من هذا الذي نسمّيه في بلاد الشام حجاباً، وما هو إلا ستر للمعايب وتجسيم للجمال وإغراء للناظر.
السفور إن اقتصر على الوجه -كما خلق الله الوجهَ- نقبل به، وإن كنا نرى الستر أحسن وأَولى، أما الاختلاط فشيء آخر. وليس يلزم من السفور أن تختلط الفتاة بغير محارمها، وأن تستقبل الزوجةُ السافرة صديقَ زوجها في بيتها، أو أن تحييّه إن قابلته في الترام أو لقيته في الشارع، وأن تصافح البنتُ رفيقَها في الجامعة،