للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجسمية» في نفسك ولا نفس غيرك من الشباب عُشرَ مِعشار ما تحسّه اليوم. إنها عملية كالعمليات الطبية كلها، ولكنها قذرة حقاً، لذلك وضع الله لها هذا «البنج» الذي يُعمي ويصمّ فلا يرى المرءُ القبحَ فيها، وهذا البنج هو الشهوة، ولو فكر المرء فيها هادئاً، لو فكر فيها بعقل رأسه لا بعقل أعصابه لما رآها إلا كما أقول.

وهذه المغريات كلها لا تعمل عملها ولا تؤتي المُرَّ من ثمرها ما لم يوجد رفيق السوء، الذي يدلك على طريق الفاحشة ويوصلك إلى بابها. إنها كالسيارة الكاملة العدة، وهذا الرفيق كالزِّناد، وليس تمشي السيارة مهما كانت قوتها إلا بالزناد.

* * *

وكأني أسمعك تقول: هذا هو الداء، فما الدواء؟

الدواء أن نعود إلى سنة الله وطبائع الأشياء التي طبعها عليها. إن الله ما حرّمَ شيئاً إلا أحلّ شيئاً مكانه؛ حرّم المراباة وأحل التجارة، وحرّم الزنا وأحل الزواج، فالدواء هو الزواج.

الزواج وحده طريق الإصلاح. وأنا أقترح على الجمعيات الإسلامية والنوادي الإصلاحية أن تؤسس قسماً جديداً يرغّب الشبان في الزواج ويدعوهم إليه ويسهّله عليهم، ويدل الخاطب على الفتاة التي تصلح له ويصلح لها، ويقرضه المال إن كان معسراً. ولهذا الاقتراح تفصيلات وذيول، مَن استجاب له وأراد العمل به شرحت له تفصيلاته.

فإذا لم يتيسّر لك الزواج ولم تُرِد الفاحشة فليس إلا التسامي.

<<  <   >  >>