للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والسلام عليكم ورحمة الله. (١)

* * *


(١) لو كان التاريخ الذي وُضع في رأس المقالة صحيحاً فسوف يكون هذا هو أولَ حديث قدمه علي الطنطاوي من محطة الشرق الأدنى، لكنني أغلّب أنه حديثه الأول من إذاعة دمشق، وإذا كان الأمر كذلك فلن يكون تاريخ المقالة صحيحاً، بل سيكون سنة ١٩٤٧، وهذا الاستنتاج يحتاج إلى تعليل وبيان.
صرّح جدي -رحمه الله- دائماً أنه كان من أوائل المتحدثين في إذاعة الشرق الأدنى من يوم أُنشئت هذه الإذاعة في يافا. وقد بحثت فوجدت أن أول ما أذاعته هيئة الإذاعة البريطانية بالعربية كان من لندن في أوائل سنة ١٩٣٨، وبعد ذلك بأربع سنوات أنشأت الهيئةُ إذاعةً خاصة باللغة العربية بدأت تذيع من يافا باسم «محطة الشرق الأدنى». ويغلب على الظن أن جدي قد بدأ بإذاعة أحاديثه منها في تلك السنة، ١٩٤٢، والظاهر أنه وَهِم -وهو يضم المقالة إلى الكتاب- فظن أنها أول ما ألقاه من أحاديث في محطة الشرق الأدنى فوضع في رأسها هذا التاريخ، والصحيح -والله أعلم- أنها أول حديث له من إذاعة دمشق.
لقد صدر أول بَثٍّ عن الإذاعة السورية في السابع عشر من نيسان سنة ١٩٤٦، بمناسبة يوم الجلاء، واستمر ست ساعات، وكان البث من غرفة صغيرة في مبنى البريد. وخلال الأشهر العشرة التالية دأبت الإذاعة على البث المتقطع، مرةً كلَّ عدة أيام، حتى بدأت أخيراً بالبث المنتظم في الرابع من شباط سنة ١٩٤٧، بعدما خصص للإذاعة مبنى من ثلاث طبقات في شارع بغداد بدمشق، وهو مبنى البرق والبريد والهاتف.=

<<  <   >  >>