للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الأصمعي: وحدثنا السّمعاني (وكان عالماً بالأنساب) أنه لما أوقع الحَجّاج بالأزارقة ذهب أَخَوان منهم، الأزرق والزرقاء، فسكنا حلب، وأبوهما علاثة من بني فارع، بطن من تميم.

وحدثني ابن هشام (وكان أنحى أهل زمانه) قال: أخبرني ابن جنّي أن «الزرقاء» من أسماء الرجال، وعلامة التأنيث فيه للاكتفاء. قلت: وما الاكتفاء؟ قال: كانت امرأة علاثة تشتهي أن تلد بنتاً، فلما ولدت فحلاً سمته الزرقاء، اكتفاءً بعلامة التأنيث عن الأنثى. قال ابن هشام: وهذه فائدة جليلة تكتب بماء الذهب.

وحدثني عبد القادر المَغْربي (وهو رجل عالم من أهل أطْرابلس الشام (١)، وإنما سُمّي «المُغرَبي» لكثرة غرائبه وفوائده، ثم قيل «المَغربي» بفتح الميم تخفيفاً، فظن من لا علم له أنه من المغرب، وليس كذلك)، قال: وللزرقاء عَقِب في حلب، منهم المحدث مصطفى الزرقاء، وكان يُملي الحديث في جامع حلب ثم اتصل بالسلطان. وثّقَه الذهبي، وقال يحي بن سعيد القطان إنه ثقة، ولكنه أضاع نفسه بدخوله النّيابات وسَوْقه السيارات (٢).

قال الأصمعي: وهو غير عبد الوهاب (وقيل عبد الواهب) ابن الأزرق، الذي كان يتولى جباية المُكوس للملك أوديب (قلت: بل الملك أديب، أي الشُّشْكُلي)، وهو الذي مدحه رؤبة


(١) ولد عبد القادر المغربي في اللاذقية، ولكنه نشأ في طرابلس وأمضى فيها شطر عمره (مجاهد).
(٢) اشتغل الشيخ مصطفى الزرقا بالسياسة حيناً، فكان نائباً عن حلب مرّتين وعُيِّنَ مدةً وزيراً للعدل ووزيراً للأوقاف، رحمه الله (مجاهد).

<<  <   >  >>